/ صفحه 188/
لكن قال شيخي
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الطنطاوي
الأستاذ في كلية اللغة العربية
حان لنا أن نعمد إلى ما خطه قلم النبه اليلمعي في حكمه على (الاخين) في قول عقيل بن علفة المرى:
و كان بنو فزارة شر عم * * * وكنت لهم كشر بني الأخينا
أنه (الأخ) ولم تحدث فيه زيادة الياء المتولدة عن الكسرة المشبعة والنون المجلوبة بعدها معني جديداً، فما زال مقرداً، وما هي إلا زيادة لفظا ملغاة معني.
وهذا الاستعمال ليس ببدع اختص به الاخين في البيت، فهو معهود في اللسان العربي، وطريقة مسلوكة في الفصحى: شعرها ونثرها، مما جاء على نهجه ووفاقه فيما اعتمد عليه من شواهد.
و إزاء هذا البيان قسمت حديثي معك اليوم قسمين: الأول في مدلول (الاخين) ـ والثانى في التعليق على النظير والمثيل
مما استند إليه في الاعتزاز بصحة حكمه.
أما حقيقة الاخين فغير حقيقة الاخ، فإن الاخين جمع مذكر سالم، وفيما أسلفت من شواهد ناطفة بجمعيتها مقنع أي مقنع في المقال الأول(1)
و أبدأت وأعدت القول عن جمعيتها، وأنها صارت بينهم سلفا في العصور الأولى للتدوين مثالا يحتذى للبناء على نمطها في باب التمرين عند الصرفيين، كما حدث بين الفراء وسيبويه في المقال الثالث(2)