/ صفحه 168/
بالجماعة الانسانية في جوانبها المختلفة، أو هو يجب أن يقصر على ذلك حتى لا يتخلف ركب المسلمين في الحضارة الصناعية والمدنية الحديثة عن غيرهم، والبعض الاخر كان يحتفظ بالرأى الذي يقدر الإسلام على أنه جملة من التعاليم والمبادىء جاءت بها رسالة الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)لمعالجة جوانب الحياة الانسانية المختلفة: فهي كما تتناول الفرد في سلوكه نحو نفسه وفي عبادته لخالقه تتناوله في سلوكه مع غيره في أسرته،
و في ا لسلم والحرب، وفي علاقته بأخيه المسلم أو بشريكه في الوطن أو العالم كله.
ولهذا أرجع هذا البعض تخلف المسملين في الاونة الحاضرة أو قبل ذلك في القرن التاسع عشر على الاخص إلى الاستعمار الغربي وليس ا لي مبدأ أو مبادىء في الإسلام، وأرجعه كذلك إلى تنكب المسلمين عن طريق الإسلام، لا إلى تمسكهم به.
ولكن أود أن أنقل إليكم خاتمة المطاف في الجدل بين المؤتمرين في هذا المؤتمر فيما يتعلق بقيمة الثقافة الإسلامية في حياة المسلمين وفي صلاتهم بغيرهم: المؤتمر وصل إلى النتيجة التالية: وهي أن الغالبية من العلماء في المؤتمر ترى أن الثقافة الإسلامية الاصيلة لها قيمتها الفعلية في توجيه المسلمين وربط صلاتهم بغيرهم، وأنها ثقافة إيجابية بنائية لمجتمع إنساني فاضل حديث، وأنها فقط يجب أن تعرض في صورة توافق العقلية المعاصرة حتى تكون ا لافادة منها في نطاق واسع، وحتى يتيسر للانسان المسلم في ا لوقت الحاضر أن يلائم بينها وبين الحضارة الحديثة في حياته الخاصة والعامة. فالذى طلبه المؤتمر من العلماء المشتغلين بالثقافة الإسلامية في العالم كله جدة العرض، وليس وضع هذه الثقافة في ميزان التقدير.
وبقدر حرص علماء المسلمين أنفسهم وجدهم في عرض الإسلام ومبادئه في جوانب الحياة الانسانية المتعددة في
صور توافق عقلية الانسان المعاصرـ بقدر ما يقيمون من أدلة عملية على جدارة الإسلام كنظام عام شامل في معالجة المشاكل الانسانية: