/ صفحة 416/
أن (الاخينا) هو (الخ) بعد طرد الياء والنون عليه، فهما مترادفان معنى والمراد بهما الواحد، واعتبر حضرته أن هذه الزيادة على هذا النمط طريقة من طرائق القول عندهم، وعهدى بحضرته طلعة بحاثة، ذا رواية ودراية، فربما وقف في مطالعاته على ما يقتضى عدّ هذه الزيادة على آخر الاسم جائزة ومستمر غير مجددة زيادة في المعنى، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وما يفتأ المرء يسمع ويصرف ما لم يصرف إلى أن يأتيه اليقين، ولقد عابوا قديماً عدى ابن الرقاع العاملى في قوله:
وعلمت حتى ما أسائل عالماً *** عن علم واحدة لكى أزدادها
وما من شك أنه خرق في الرأي، وجماع عن الرشاد، وما زلت أهفوا إلى القول الفصل في هذا البحث، ولعلك لاتوجه تثريباً على بعد اعذارى في اللجاجة والمقال ولعلك ترجع إلى عبارته لتعرف نصها:(1)
قال: الآن أدركت سر ارتيابك وشكك، فقد بلغت من لدنى عذراً، وإنّي سأتحدث إليك في هذا النص المنقول، بعد أن أسرد لك نكتة أدبية ترتبط يبيت عدى واستنكاره، والحديث ذو شجون، وما أجمل ما يأتى عفواً من الملح ان ساقت إليها المناسبات.
قال المرزبانى في الموشح: أخبرنى الصولى، قال حدثنى يحيى بن على، قال قال أبو جعفر محمد بن موسى المنجم: كنت أجب أن أرى شاعرين، فأؤدب أحدهما وهو عدى بن الرقاع لقوله:
وعلمت حتى ما أسائل عالماً *** عن علم واحدة لكى أزدادها
ثم أسائله عن جميع العلوم، فإذا لم يجب أدبته على قوله، وأقبّل رأس الاخر وهو زيادة بن زيد لقوله:
ــــــــــ
(1) ص 167 - 168 من المجلد الخامس لرسالة الإسلام، من قوله ((لنقف عنه عم السوء وشر بني الاخينا)) إلى قوله (فيكون عندنا الشيخ ((حم)) كالشيخ ((يس)) مثلا)