/ صفحة 300/
قال: بل أصل نصالا استنباطاً فماذا تلحظ فيه؟
قلت: الحظ أول ما الحظ: الخطأ التاريخى، فقد نسبوا هذا الاصل إلى ثورة فرنساً عام سنة 1789 م.
قال: ان التاريخ لقصة... ولست أعنى أنه يقص عليك أنباء الادميين بالحق، بل أعنى أنه حديث مفترى أو قصة كقصص (أناتول فرانس)
قلت: العجيب أن رأى (أناتول فرانس) فى التاريخ هو رأيكم فهذا توارد الخواطر.
قال: أو وقع الحافر على الحاضر وبناء على رأيى أو رأى (أناتول فرانس) يكون ملحوظك الأول أشبه بعواء أم عامر.
قلت: أما لهذا السجع من آخر، فانى ألحظ ثانياً أن مقتضى ذلك الاصل أن نختلف نحن المسلمين، وأن نذهب ما شاء لنا الرأي من مذاهب: ان زيداً أخو عمرو، وهو كأخيه حر وليس نسخة مكررة منه، ولكل رأى.
قال: بدهيات لا مشكلات ولا ملحوظات، والا فما غايتك؟
قلت: أريد أن أقول ان تعدد المذاهب ظاهرة طبيعية، (فالامامية) غير (الزيدية)، و(المالكية) غير(الحنفية)، أفتريدون أن تمحوا هذا التغاير وتجمعوا أصحاب المذاهب على مذهب جديد؟
قال: بل أريد لكل أن يبقى على مذهبه ولا يزيد، ولا ينسى أنه مسلم قبل كل شيء وكل مذهب وان المسلمين اخوة.
ان الغاء المذاهب عمل غير فطرى، فكيف ابتغيه فى دين هو دين الفطرة؟
ان واجب أهل المذاهب الإسلامية أن يردوا ما اختلفوا فيه إلى الله ورسوله فإن أجمعوا على أمر فذاك، والا فلكل مذهبه، وهم على كل حال اخوان فى الدين، مؤمنون بقوله تعالى ((ان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)) .
أمة واحدة: هذه هي الحقيقة الكبرى التى تريد جماعة التقريب أن تبصر بها المسلمين على اختلاف مذاهبهم وألوانهم، وانهم ان شاء الله لمتبصرون فمفلحون.