/ صفحة 273/
والجواب أن أئمة الجرح والتعديل لايعرفون ابن مغفل، ولا أثر لحديثه عندهم، وقد أورده ابن رشد حول البسملة من كتابه: بداية المجتهد(1)، فأسقطة بما نقله عن أبي عمر بن عبدالبر من النص على أن ابن مغفل رجل مهجور.
خامسها خبر شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك(2) قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ونحوه حديث حميد الطويل عن أنس أيضاً(3) قال: قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
والجواب أنك سمعت فى حججنا ما صح عن أنس مما يناقض هذين الخبرين فأمعن فيما أسلفناه، وقد أورد الامام الرازى خبر أنس هذا فى حجج مخالفيه، ثم قال: والجواب عنه من وجوه:
الأول: قال الشيخ أبو حامد الاسفراينى: روى عن أنس فى هذا الباب ست روايات، أما الحنيفة فقد رووا عنه ثلاث روايات:
احداها: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون الصلاة بالحمدلله رب العالمين.
وثانيتها قوله: أنهم ما كانوا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم.
وثالثتها قوله: لم أسمع أحداً منهم قال بسم الله الرحمن الرحيم.
فهذه الروايات الثلاث توافق قول الحنفية.
قال: وثلاث أخرى تناقضه.
احداها: حديثه فى أن معاوية لما ترك بسم الله الرحمن الرحيم فى الصلاة أنكر عليه المهاجرون والانصار، وهذا يدل أن الجهر بالبسملة كان كالامر المتواتر عندهم، المسلم فيما بينهم.
ــــــــــ
(1) صفحة 97 من جزئه الأول.
(2) أخرجهم مسلم من طريقين عن شعبة عن أنس فى باب حجة من قال: لا يجهر بالبسمة من صحيحه.
(3) فيما أخرجه مالك فى العمل فى القراءة من موطئه.