/ صفحة 219/
على العموم، فينبغى أن يجرى العموم عليها ((و من أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)) أي يسلم وجهه وتوجهات قلبه إلى ربه، ويسلم نفسه لاتباع سنن الخالق الفطرية، ويسالم عباد الله ويحسن إليهم، فالاسلام دين السلام، ودين الاحسان إلى الانام، وشعار الإسلام: ((السلام على عباد الله الصالحين)) في كل اجتماع، وفي كل وداع، وفي ختام الصلوات وافتتاح الخطاب والكتاب ثم مثواهم في دار السلام.
* * *
احصاء المسلمين ومعرفة أحوال طوائفهم:
تختلف الانظار في تحديد عدد المسلمين في العالم، وفي معرفة الاحوال الاقتصادية والثقافية لطوائفهم المتعددة، ويصل التفاوت في البيانات المتعلقة بذلك إلى حد بعيد.
ويقف الباحثون والمؤلفون من هذا الأمر موقف الحيرة والاضطراب، لا فرق في ذلك بين الباحثين المسلمين والباحثين الغربيين من مستشرقين وغيرهم.
والسبب في هذا الاختلاف والتفاوت يرجع إلى أمور:
منها أنه لم توجد حتى الآن عناية بهذه المسألة الهامة من أية هيئة عالمية أو اسلامية، وقد همت بذلك ((عصبة الامم الاوربية)) قبل الحرب العالمية الاخيرة ولكن دول هذه العصبة لم تتعاون عليه تعاونا صادقاً لاسباب سياسية، فلم يتأت لهذه العصبة أن تخطو في شأنه خطوة عملية.
ومنها أن أصحاب المصلحة في أن يكون المسلمون في العالم - قلة يتأثرون بهذه المصلحة فيعطون في بياناتهم عدداً يقل عن الواقع كثيراً، ومن جانب آخر تلعب العواطف دورها فتجعل بعض الكتاب الاسلاميين يذكرون أرقاماً عالية تتفاوت بين العشرات من الملايين والمئات منها.
ومن طريف ذلك أن كل طائفة من الطوائف الإسلامية تعطى نفسها عدداً كبيراً لتبرهن على أن أتباع المذهب الذي تعتنقه هم أكثر المسلمين، أو هم كثرة