/ صفحة 174/
الجاهلية وألف بينكم - ترجعون إلى ما كنم عليه كفاراً، الله الله)) فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضاً ثم انصرفوا مع رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سامعين مطيعين. فأنزل الله تعالى هذه الآية ((يأيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقدى هدى إلى صراط مستقيم)) .
أفرأيت إلى جهل شاس وصاحبه على علمهما، وما كانا يرويان عن ((بعاث)) وما قيل في ((بعاث)) من شعر كاد يعيد الحرب بين الفريقين المؤمنين جذعة، لو لا أن تداركهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فما أرى من يثير بواعث التفريق الا داعياً بدعوى الجاهلية، خارجاً على أمر الله ورسوله إلى ما آثره من عرض زائل، أو رأى حائل ((و ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) .