/ صفحة 166/
محمد رسول الله)) ، أو بما يرادفه من أي لغة كانت، وبأى لفظ كان، فمن قاله حكم باسلامه، ولا يسأل عن صفات ثبوتية ولا سلبية، ولا عن دلائل التوحيد، وشواهد الرسالة.(1)
معنى العصمة:
تضاربت الاقوال في تفسير العصمة، فمنهم من قال: ان المعصوم يفعل الطاعة مع عدم قدرته على المعصية، فهو مجبر على فعل الحسن، وترك القبيح، ومنهم من قال: ان للمعصوم غريزة تردعه عن المعصية، كما تردع غريزة الشجاعة عن الفرار، وغريزة الكرم عن الامساك، وقال نصير الدين الطوسى في كتاب التجريد صفحة 228 طبع العرفان: ((المعصوم قادر على فعل المعصية، والا لم يستحق المدح على تركها، ولا الثواب، ولبطل الثواب والعقاب في حقه فكان خارجاً عن التكليف وذلك باطل بالاجماع والنقل(2)، وقال الشيخ المفيد: ((ليست العصمة مانعة من القدرة على القبيح، ولا مضطرة للمعصوم إلى الحسن، ولا ملجئة إليه)) (3) وعلى هذا يكون معنى العصمة عند الإمامية أن المعصوم يفعل الواجب مع قدرته على تركه، ويترك المحرم مع قدرته على فعله، ولكنه مع ذلك لم يترك واجباً، ولم يفعل محرماً.
الغلو:
قال الشيخ المفيد: الغلاة من المتظاهرين بالاسلام هم الذين نسبوا أميرالمؤمنين على ابن أبي طالب والائمة من ذريته إلى الالوهية والنبوة، ووصفوهم من الفضل في الدين والدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد، وخرجوا عن القصد، فهم ضلال كفار)) .(4)

ــــــــــ
(1) الشيخ جعفر كاشف الغطاء شيخ الشيعة الإمامية، انتهت إليه رياسة المذهب في زمانه، له كتاب: ((بغية الطالب)) و((رسالة العقائد الجعفرية)) وغير ذلك. توفي سنة 1228 هجرية.
(2) نصير الدين طوسى الحجة الكبرى لمذهب الإمامية، ومن كبار فلاسفة الإسلام توفي سنة 672 هجرية.
(3) كتاب ((شرح عقائد الصدوق)) للشيخ المفيد ص 61 طبعة ثانية تبريز، والمفيد شيخ مشايخ الإمامية، واستاذ الشريفين المرتضى والرضى، توفي سنة 413 هجرية.
(4) نفس المرجع ص 63.