/ صفحة 276 /
لا كنت، إن كنت أدري كيف كنت، ولا
لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن
ومثل هذا كثير في أشعارهم.
وقد قلدهم في هذا المذهب ـ على ضعفه ـ بعض الشعراء الفحول؛ وعده الثعالبي على المتنبي من المعايب، وعقد له فصلاً خاصاً؛ قال (1)
ومنها أمتثال الفاظ المتصوفة، واستعمال كلماتهم المعقدة، ومعانيهم المغلقة، في مثل قوله:
سبوح لها منها عليها شواهد
وقوله:
وبه يضن على البرية لا بها **** وعليه منها لا عليها يُوسَى
وقوله:
كبر العيان علي حتى أنه **** صار اليقين من العيان توهما
وقوله:
نال الذي نلت منه منى **** لله ما تصنع الخمور!
قال الصاحب: ولو وقع قوله:
نحن من ضايق الزمان له فيـــ **** ـــك، وخانته قربك الأيام
في عبارات الجنيد والشبيلي، لتنازعته المتصوفة دهراً بعيداً. ومن أشد ما قاله في هذا المعنى قوله:
ولكنك الدنيا، إلى حبيبة فما عنك لي إلا إليك ذهاب
**** اهـ
أقول: وقد غاب عن الثعالبي، همزيته في مدح أبي علي الأوراجي المتصوف، التي مطلعها:
أمن ازديارك في الدجى الرقباء **** إذ حيث كنت من الظلام ضياء

ــــــــــ
(1) يتيمة ح1 ص171.