/ صفحة 109 /
ووكيلها متمنياً لها النجاح والتوفيق، وذكر لهما أن الشعب الايراني خاصته وعامته مهتم بهذه الفكرة، متتبع لكل ما ينشر في مجلتها (رسالة الإسلام) من بحوث اسلامية جيدة يقوم بتحريرها كبار العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب الإسلامية، وأثنى على فضيلة سكرتيرها العام الأستاذ الشيخ القمي ـ وكان سماحته يومئذ بايران ـ وقال انه يعرفه رجلا مجاهدا مخلصاً لله يمثل الشيعة الامامية خير تمثيل، ويقوم بدور الاتصال بين علمائها وعلماء أهل السنة على أحسن وجه.
ثم قال دولته: ان الأُمة الإسلامية في حاجة إلى من يبصرها بدينها وعقائدها على وجه صحيح، ويبعث فيها الشعور بالعزة، وينتزع منها أوهام الماضي، وما ألقى فيها أعداؤها من بذور الفتنة والجهل، وإذا كان المخلصون قد استبشروا خيراً بالنهضة التي نهضتها الأُمة الإسلامية في تحطيم أغلال الاستعمار، فان لهم أن يستبشروا أيضاً بهذه النهضة العلمية الدينية التي ينهض بها علماؤهم لتحطيم أغلال الجهل وأسباب الفتنة والقطيعة لنعود كما كنا أمة واحدة متفاهمة متعاونة، فتكون لنا العزة الصادقة بالعلم والقوة والدين.
اللاجئون من أهل فلسطين:
لم يزل أهل فلسطين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وألجئوا إلى ما حولهم من البلاد العربية، يقاسون نكبتهم، ويذوقون الامرين من الحاجة والمرض، ولم يزل مغتصبو بلادهم يتبجحون بأنهم أصحاب الدولة والصولة، وأن على العرب والمسلمين أن يتقبلوا واقع الأمر راضين أو كارهين، وأن يقلعوا عن منازعتهم لشعب "إسرائيل" ويدلخوا معهم في حديث التسوية والصلح ليدركوا بالعطف ما لم يدركوا بالعنف، فان ذلك أجدى عليهم وأقرب لو كانوا يعلمون.
نعم يقول هذا أبناء صهيون وقد غرتهم الأماني وغرهم بالله الغرور، وزينت لهم "هيئة الأمم" ما كانوا يعملون، وهذا هو الشتاء الرابع يقبل ببرده وجليده وقره وصره على الشيوخ والنساء والاطفال والعجزة من هؤلاء المهاجرين المساكين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فيحصدهم الموت بمناجله حصدا،