/ صفحة 62 /
ففروا منها إلى غيرها من البلاد، كما فر إمام الحرمين إلى بلاد الحجاز، وكذلك غيره من أئمة الأشعرية.
فلما ظهر أمر الأشعرية في عهد الوزير نظام الملك أخذوا يكيلون لغيرهم الصاع صاعين، حتى ظهر مذهبهم وطغى على غيره من المذاهب، ولا سيما مذهب المعتزلة الذي تربى إمام الأشعرية على أساتذته، فقد كان الأشعرية أقسى عليه من غيره من المذاهب، حتى امحى أثره بينهم، ولم يمكن أحداً أن يأخذ بشيء منه عندهم، ولا يزال أمره على هذا الحال إلى عصرنا الحاضر، لأن كتب الأشعرية هي التي تدرس الآن في علم التوحيد، ولا تزال على حالتها من يوم أن وضعت فيه، فلا مجال فيها لغير مذهب الأشعرية، ولا يلقى فيها غيره شيئا من الإنصاف، لنهدأ نار تلك الخصومة، وتضعف حدة ذلك الخلاف، ويكون هناك مجال للصلح والوفاق.
(يتبع)