/ صفحة 367/
وزعمائهم، ولا يكون نزعها الا بالعلم الصحيح، وبيان ما في الإسلام من خير وسمو وجمال، والرجوع إلى المصادر الأولى التي تمتاز بالصفاء واليسر والوضوح، فنقدمها للعقول غذاء، وننشىء أمثالها مما يتفق وطبيعة العصر الذي نعيش فيه، فالناس بحاجة إلى أن نقنعهم بأسلوبهم، وأن نشرح لهم ما عندنا بالقول الواضح والبرهان المستقيم.
وعلى أهل العلم الديني تقع التبعة إذا فرطوا، وعلى أهل الحكم وأصحاب السلطان يكون الاثم إذا لم يؤدوا واجبهم في رعاية هذه الأمانة وتيسير السبيل لأدائها كاملة.
ان كل اصلاح لا يقوم على أساس تقوية الروح الديني في الأمة لا بقاء له ولا خير فيه، وإذا قلت الروح الديني فانما أريد الأخذ العملي بالشريعة عن ايمان وثقة، لا أن نكتفى بما ينص عليه الدستور من أن دين الدولة هو الإسلام ثم نكون في أكثر احوالنا وأفعالنا وتشريعاتنا وأخلاقنا على خلاف ما يأمر به الإسلام وينهى عنه الإسلام.
((ألم يأن للذين آمنوا أن نخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات، لعلكم تعقلون)).