/ صفحة 348/
اللاتي تتحرجون من سوء معاشرتهم وخوف أكل أموالهم، فلكم في الزواج بما طاب لكم من النساء متسع عظيم.
تعدد الزوجات في الإسلام:
وقد كانت هذه الآية مصدراً لتشيع تعدد الزوجات في الإسلام، وهي مسألة كثير فيها الكلام قديماً وحديثاً واتخذها أعداء الإسلام سبيلا للطعن في التشريع الإسلامي، مع أنها لم تذكر كما ترى تشريعاً مقصوداً لذاته، وإنّما ذكرت طريقاً للخلاص من تخوف الوقوع في ظلم اليتيمات حين التزوج بهن، هذا ولنا بحث مستفيض في هذه المسألة عرضنا فيه لتاريخ تعدد الزوجات، كما عرضنا فيه لبيان أن الآية هل أباحث التعدد على وجه الرخصة عند حالات طارئة، أوانها جعلت اباحة التعدد هي الأصل، وطلبت الاقتصار على الواحدة عند خوف عدم العدل بين الزوجات، وفي سبيل ذلك عرضنا الآيات التي جاءت بأحكام الترخيص عن أصل ثابت مقرر وقارنا بينها وبين هذه الآية، كما أوضحنا في هذا البحث الأسباب الطبيعية التي دفعت إلى ظاهرة تعدد الزوجات، والى موقف المسلمين خاصتهم وعامتهم منذ العصر الأول للتشريع الإسلامي إلى يومنا هذا من تعدد الزوجات، ونرجوان تتاح لنا فرصة قريبة لنشر هذا البحث في (رسالة الإسلام) ان شاء الله(1).
ولنرجع إلى موضوع الآيات، فنقول:
يأمر الله بالمحافظة على أموال اليتامى، ثم يحذر الاولياء تسليم أموالهم اليهم، ولا ريب أن مبنى ذلك وأساسه عدم قدرتهم على ضبط نفوسهم في التصرف، وضعف عقولهم عن ادراك ما هو خير وصلاح، ولهذا عبر عنهم بوصف السفهاء اثارة لعاطفة الرحمة بهم، واشارة إلى شمول الحكم لغيرهم ممن يتحقق فيه ذلك
ـــــــــــ
(1) رسالة الإسلام ترحب بهذا البحث أيما ترحيب، وتشكر لفضيلة الشيخ الجليل عنايته بها معتزة مغتبطة.