/ صفحة 332 /
أنه اطلع على مقاله حضرة صاحب الفضيلة والسماحة الأستاذ الشيخ محمد تقى القمى الذي نشر في العدد الأول من السنة الثالثة بعنوان:"جولة بين الآراء" فوجد يرى في هذا المقال أن التقريب بين الطوائف الإسلامية محقق لامحالة، إذا ما فهم الجميع حقيقة ما تدعو إليه هذه الجماعة المباركة، وأخذ كل كاتب من كل طائفة نفسه بالتزام الحسنى والنقد النزيه في كل ما يكتب ويحكم من طريق الاطلاع على كتب سائر الطوائف، ليسلك "في تآليفه مستقبلا طريقة لا تحصر تداول مؤلفاته في محيط طائفته، وتصرف عنها بقية المطوائف لما تشتمل عليه من طعون وافتراءات".
ثم قال:
"هذه خلاصة ما جعله فضيلة الأستاذ القمى علاجا لمشكلة التقاطع الموجود بين
الطوائف الإسلامية، ودرءا للتباغض والتفسخ الذي ابتلى به المسلمون، وأنت ترى أنه فرض الكتاب والمؤلفين من أهم الأسس في الموضوع، وعلق كل أمله عليهم إذا ما التزموا الحسنى والنقد النزيه في الكتابة والحكم.
وهنا أرجوان تسمح لي جماعة التقريب و"رسالتها" أن ألتزم الصراحة في تعليقى هذا ليكون معرباً حقاً عما يجول في الخاطر، ويختلج طى خفايا النفس.
ومجمل تلك الصراحة أن هناك أموراً لم يذكرها فضيلة الأستاذ أظنها تفوق في تأثيرها ـ وتأثيرها التقاطع طبعاً كل ما يكتب الناقدون، وجميع ما يحرر المغرضون، ذلك لأن لكل طائفة من طوائف الإسلام شئونا تعتبرها مقدسة في نظرها محترمة عندها، وان لم تعتبرها طائفة أخرى كذلك، ومعلوم بدهى أن التعرض لمثل هذه المقدسات والاعتداء عليها أمر له نتائجه الوخيمة وعواقبه المؤلمة في التأثير على الوحدة التي تدعو إليها هذه الجماعة بالحكمة والموعظة الحسنة".
ثم تناول أمراً يتصل باخواننا النجديين وما عملوه بالحجاز والمشاهد المعظمة، واقترح على الجماعة أن تتصل في شأنه بالحكومة السعودية.