/ صفحه 93/
وتننتشر في العصر المملوكي زخرفة الأخشاب بالتطعيم، وذلك بأن تحفر الرسوم في الخشب ويملأ الفراغ الناتج عن الحفر بالمادة المطعمة، كالعاج أو العظم أو الخشب النفيس، كما نجمد الترصيع، وهو أن يغطي سطح القطعة الخشبية بالفسيفساء من العاج أو العظم أو الخشب النفيس أيضاء، ولقد وصلت إلنا قطع خشبية مطعمة من فترة الانتقال، والملاحظ أن هذه الطريقة لم يظهر لها أثر في العصر الفاطمي ولعل الصناع فضلوا عليها طرية الحفر.
وثمة أسلوب آخر ذاغ استعماله في العصر المملوكي، وكثر استخدامه في المنازل، ألا وهو الخشب المخروط، وكانت العيون تضيق وتتسع وتملاء بالقطع الخشبية الأخرى، لتكوين الزخارف المراد إظهارها، ومن بين هذه الزخارف المشكيات والمنابر. ومن أحسن الأمثلة لهذه الصناعة المشرفيات، وهي التي تغطي الفتحات الموجودة بالجدران، والمطلة على الشوارع، وكانت تستخدم أيضاً لتبريد مياه الشرب مما دعا إلى تسميتها بالمشربية، كما كانت تغطي فتحات المقاعد المطلة على القاعات الكبري بالمنازل حيث تقام حفلات الاستقبال واللهو والطرب.
وإن اقتتباس هذا النوع من الصناعة لتغطية الفتحات سواء المطل منها على الخارج أو الداخل ليفي بالغرض المقصود من تحجب النساء وتمكينهن في الوقت نفسه من التطلع إلى خارج المنزل والمشار:ة في الخفلات التي تقام بداخله، دون أن يتمكن أحد من رؤيتهن.
ومن الأساليب التي استخدمت في زخرفة الأخشاب التلوين، وقد تلون الزخارف المحفورة مثل ماحدث في العصر الطولوني والفاطمي وقد ترسم الزخارف باألوان مثلها نشاهد في أسقف مباني العصر المملوكي.
ويجب ألا ننسي الكتابة الخطية، فقد لعبت دوراً هاماً في الزخرفة، وساعد على ذلك صلاحية الخط العربي لهاذا الغرض، ولم يقتصر الأمر على نوع واحد من أنواع الخط ولكنه شمل الخط الكوفي البسيط في العصر الطولوني، والخط الكوفي المزهر في العصر الفاطمي والخط النسخي في العصر المملوكي؟