/ صفحه 339/
بسم الله الرحمن الرحيّم
كلمة التحرير
يتصفح المسلمون هذا العدد من مجلة " رسالة الإسلام" إن شاء الله تعالى، وقد ‹أخذت وفودهم إلى البلاد المقدسة تعود إلى أوطانها بعد أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، حيث طهروا أرواحهم، وغسلوا أدرانهم، وعادوا أطهاراً بِراء كيوم ولدتهم أمهاتهم.
وقد جرت عادة الناس أن يجتمعوا لتحية القادمين بعد أداء الفريضة، سلاما عليهم، وابتهاجاً بهم، والتماساً لدعائهم، كما جرت عادتهم أن يستمعو.ا في كثير من الإقبال والشغف، لما يفيضون فيه من حديث عما لاقوْا في رحلتهم، وعما صادفهم في سبيلها من صعوبة أو يسر، وعما شهدوا من أحوال أهل البلاد المقدسة من رعاة ورعية، وعما ارتسم في أذهانهم من ذكريات عن الماضى والحاضر من شئون تلك البلاد التي تهوى اليها أفئدة المسلمين، وترتبط بها قلوبهم.
ولهذا يكاد المسلمون يعرفون كل شيء عن مكة والمدينة، إما عيانا وإما سماعا، ويعرفون كل ما اتصل بهما أو وقع في طريقهما من قرى أو معالم أو مشاهد، وناهيك برحلة محبوبة متواصفة لم ينقطع المسلمون عنها من لدن أشرقت على موطنها شمس الإسلام، وتنزلت على ربوعه آيات القرآن، وقد كتبها الله فريضة على كل من آمن به من آبيض وأسود وأحمر مادام مستطيعا "و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غنى عن