/ صفحه 175/
هل تعبَّدنا الشَرعَ بالهدى
في حال يترك فيها للفسَاد
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنيه
المستشار بالحكمة الشرعية الجعفرية العليا ببيروت
في العدد الأول للسنة الثانية من مجلة رسالة الإسلام الغراء كتبت تحت هذا العنوان كلماته أوحاها إلى جواب فضيلة شيخانا الجليل الشيخ محمود شلتوت، المنشور في العدد الرابع للسنة الأولى من هذه المجلة، وتكرم صاحب الفضيلة الأستاذ المحور بتعليق على قولي فتح فيه بابا جديداً وجديراً بالبحث والعناية، رغبة منه في أن يتدارس ذوو الفضل الموضوع من جميع جهاته.
وإنى أشكر لفضيلة الأستاذ تعليقه المفيد الذي رجع بى إلى الموضوع لعلى أبلغ في محاولتي الثانية ما فاتنى أولا.
إذا ثبت أن الشرع الأقدس أمر بشيء، وكان ذلك الشيء المأمور به من نوع العبادة، كالصلاة، والحج وأجزائهما. فنحن ملزمون بامتثال هذا الأمر تقرباً إلى الله سبحانه، ولا يقبل منا الاعتذار عن الترك بعدم ظهور المصلحة لدينا من إتيان الفعل، لأن معنى العبادة هى العبودية لله تعإلى والتسليم لأمره على كل حال، فإطاعة المخلوق لخالفه لا تتحقق إلا بهذا التسلم المطلق، سواء أعلمنا المصلحة أم جهلناها لسكوت الشرع عنها، وفى هذه الحال لا يسوغ لأحد مهما بلغت منزلته العلمية أن يستنبط المصلحة من عند نفسه، ويجعلها علة يدور مدارها الحكم وجوداً وعدما، كما لا يسوغ له أن يهمل ما اعتبره الشرع قيد التكليف أو يعتبر ما أهمله، ومن فعل شيئاً من ذاك فقد اجتهد في قُبالة النص، وأعطى