/ صفحه 66/
أي على طاقة تفوق كل احتياجاتنا الصناعية والزراعية في مصر لمدة طويلة.
هذا سر الخليقة، هذا سر أية مادة تصادفها، وتلك مقدرة الإنسان المفكر في إعادة المادة إلى طاقتها الأولى في الكون بمعرفتة لنواتها واقتحامه هذه النواة، هذه هي المادة وصفتها لك كما أراها، وكما يراها العلماء المحدثون، كنزا من الأزل وهدية من العصور الغابرة لا يعادلها أي كنز في قيمته، أو في خطورته، وعلى الإنسان أن يختار طريق استخدامها، إما لحياة سعيدة على الارض، وإما لفنائه وفناء الارض، وهكذا ينحدر مستقبلنا لأحد السبيلين، حتى انني كتبت عن عقيدة راسخة على غلاف كتابي الذي سيصدر قريبا العبارة الاتية:
(لقد خطت البشرية مع (بكارل) الفرنسي منذ نصف قرن، ومع (أوتوهان) الألماني حديثا خطوتين حاسمتين، فإما مدنية فوق التصور نصبح فيها كملائكة نستطيع ما لا نستطيعه اليوم، وإما مفاجأة محزنة قد يمحي معها الكوكب الوديع الذي نعيش عليه).
ويكفي أن نتصور أنه قد يمكن ببضع جرامات من مادة تقبل نواتها الانفلاق أن نسيّر باخرة كبيرة عدة رحلات بين مصر وأوروبا بدلا من آلاف الأطنان من الفحم أو البترول.
بل إن علماء أفاضل يكتبون اليوم أشياء أشبه بالخرافات منها بالحقائق، أذكر القارئ على سبيل المثال ما يفكر فيه الدكتور (أرفنج لانجماير) من استبدال قطارات السكك الحديدية بمركبات تقذف داخل نفق كبير، فتسير المركبات وسط مجال مغناطيسي قوي، فلا المركبة تصطدم في طيرانها بسقيفة النفق، ولا هي تلمس في سيرها أرضه، بل هي تسبح بسرعة فائقة في هذا النفق المفرغ من الهواء، بحيث يصل المسافر من نيويورك إلى سان فرانسسكو في نصف الساعة، ومعنى ذلك أنك تسافر من مصر للأسندرية في حوالي دقيقة واحدة، ومن مصر لأسوان في حوالي خمس دقائق، ومهما يكن من أمر تفكيري في الصعوبات الفسيولوجية أو البيولوجية التي تواجه العلماء في العصر النووي لحماية الإنسان، والعمل على استمرار حياته عند هذه السرعة، وهي الصعوبات التي يذكرون ألا