/ صفحه 62/
وإني ألبي مخلصاً هذه الدعوة الكريمة لكتابة هذا المقال، وهأنذا أقدم هذه الصفحات لأبين للقارئ ما أعتقد أن ستحدثه نواة الذرة في مستقبلنا القريب أو البعيد، ولابد لي للوصول إلى هذه الغاية أن أشرح للقارئ بشئ من الايجاز: ما الذرة ؟ وما قدرها ؟ وما نواتها ؟ وما خطرها ؟ ولماذا انفلفت هذه النواة ؟ وما السر في خروج طاقة خطيرة منها ؟
ولئن ظفرت بعدد من القراء يرتاحون لقراءة مثل هذا المقال، الذي أحاول جاهداً أن أجعله مبسطاً، من بين المتشوقين لمطالعة هذه المجلة الرفيعة التي تعني في الدرجة ا لأولى بالناحية الإسلامية، وتعني قبل الذرة ونواتها بعلاقة المسلمين بعضهم ببعض، وتعني بما هو محبب إلى النفس من تاريخ الإسلام ومستقبل المسلمين، إني أكون قد سعدت بالشئ الكثير مما أرجو، ولعل مقالي هذا يصادف هوى من هؤلاء الذين وهم يتطلعون للدين يؤملون في فكرة سامية هي من وحي الأديان ـ فكرة السلام والأخاء بين البشر.
ولعل من ينعم النظر فيما أكتبه اليوم ويحاول تفهمه يشعر بالعبء الفادح علينا كآدميين بات من واجبهم المحافظة على كيانهم كجنس عاش إلى الان أحقاباً طويلة، وذلك بالتوجه إلى المئل العليا ومحاولة معرفة ما يحيط بجنسنا البشري من أخطار أو ما ينتظره من سعادة.
إن فهم ما يحيط بنا من مادة وإمكانيات أثرها علينا أو أثرنا عليها من الموضوعات التي أعتقد ضرورة معرفتها لكل إنسان كائن على وجه الارض.
فليكن مقالي إذن رسالة للمعرفة وللسلام يصدر في أول عدد لرسالة الإسلام.
وأنه ليسرني أن يطالع سطوري عدد كبير من طلاب المعرفة ومن الطلبة والأصدقاء الذين صادفتهم في البلاد الإسلامية، ومنهم من يتم تقافته في الوقت الحاضر في أمريكا أو أوربا، ومنهم من لا يزال على ضفاف النيل أو الدجلة في الجامعة المصرية أو في دار المعلمين العالية ببغداد، ومنهم من تخرج ويقوم بالتدريس في الجامعة أو في مدارسنا هنا وهناك، ومنهم من طالعت له