/ صفحه 334/
والهندي أخو الصيني، والمغربي أخو المشرقي، بناء متماسك يشد بعضه بعضاً، وجسد واحد إذا اشتكى عضو منه تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمّى.
هذا لعمري هو الرباط الذي يسعد الناس إذا ارتبطوا به، وتلك هي المبادئ التي ينبغي أن يعتنقها العالم، ويبشر بها دعاة الإصلاح والخير فيه.
إن العالم في حاجة إلى دعوة صادقة مخلصة ترسم له سبل الحياة السعيدة، وتضع له أسس الاستقرار والسكينة، وتجمع في تعاليمها بين المادية والروحية، فلا تسمح لاحداهما بأن تطغى على الاخرى، ويشعر في ظلالها كل فرد بأنه لبنة في بناء المجتمع، وتأخذ الفطرة الصافية فيها حظها الطبيعي في كل ناحية من نواحي الحياة، فلا أثرة ولا استئثار، ولا معاندة لما طبع الله عليه العالم من التفاوت في المال والمواهب والاختصاص، ولا تحكم ولا تمرد، ولا عصبية لجنس على جنس، ولا امتياز للون على لون، ولا غمط لحق، ولا انتصار لباطل، ولا ترويج لرذيلة، ولا تنكر لفضيلة، ولن يجد العالم هذه الدعوة الصادقة المنقذة الا في " الإسلام " ولو ظل قرونا من الدهر ينظر إلى " الكلتين "، ويرجع البصر كرتين. فليت شعري الإم يقبع المسلمون في ديارهم وأوطانهم منكمشين يطرقها عليهم الطارقون، فإما فتحوها لهم كارهين، وإما ظلوا من ورائها خائفين يترقبون.
ألا إنهم لأرباب دعوة، وأصحاب فكرة، ودعوتهم هي النور المبين الذي به تمحى ظلمات الجهل والشرك والفساد، والعلاج الحاسم لأدواء هذا العالم التي احتار فيها المتطببون، فليخوضوا بدعوتهم كل مخاض، وليعرضوها على العقول بيضاء نقية كما جاء بها محمد (صلى الله عليه وسلم) وليلقوا بها في وجوه أهل الباطل وما اصطنعوا من دعوات الزيف والضلال، فإن الحق سيزهق الباطل، وإن عصا موسى ستلقف ما يأفكون.
[ رئيس التحرير محمد محمد المدني ]