/ صفحه 313/
يصلي بالناس في الصلاة الجامعة. نشأ في إيران رجل دين، ثم انتقل إلى أوربا حيث درس دراسته العالية في القانون. وعاد يحمل إجازة الدكتوراه من فرنسا ثم تنقل في وظائف الدولة حتى بلغ منصباً رفيعاً في القضاء. ومات عمه (إمام الجمعة) فاختارته الدولة مكان عمه. فهو حاضر في المسجد كل وقت، وهو يعظ الناس، ويؤمهم في هذا المسجد بطهران.
وسرت والشيخ وبعض المصلين من الهنود إلى جناح له بالمسجد، وجلسنا على أرائك من الخشب في غرفة فرشت بالسجاد النفيس، وأمر بتحية الضيف وقدم الشاي، فإن الدين يسر لا عسر فيه. كنا من أمم مختلفة، من مصر والباكستان وإيران، وكنا جمعياً مأخوذين بعظمة الله ونحن في بيته، وأحسسنا جميعاً بأرواحنا صافية من الشوائب طاهرة راضية واعية. وأدركنا جميعاً أن ما نحن عليه من صفاء روحي جدير بأن يحفزنا على أن نكون جميعاً ! أن نكون جميعاً ما دام الإسلام ديننا، ألسنا نقف إلى قبلة واحدة، ونصلي صلاة واحدة، وندعو إلها واحداً، وندين برسالة نبي واحد، ونقصد كعبة واحدة ! السنا نفزع إلى رب واحد إذا مسنا ضر أردنا كشفه ؟ ألسنا نحمد إلها واحداً إذا حمدنا ؟ وبين صحونا ونومنا ألسنا ننهج في الحياة هديا واحداً نستمده من قرآن واحد ؟ كنا شعوبا مختلفة، ولكنا أمة مسلمة واحدة .
قال السيد " إمام الجمعة " إننا أمة واحدة، وإن الدين كفيل بأن يصل ما انقطع من صِلاتنا. وإنا نعمل على أن يتعلم التلاميذ والطلاب آداب دينهم، نختار لهم من آيات القرآن ما يحفظون وما يهذب نفوسهم في المدارس الابتدائية، ونعلمهم قواعد الدين في التعليم الثانوي، ولدينا مدارس خاصة تدرس فيها علوم الدين دراسة عقلية ونقلية، ويتبع هذا كله أن يتعلم الطلاب لغة القرآن، فنحن نعلم اللغة العربية في المدارس الثانوية، وفي بعض المدارس العالية، ولا تجد إيرانيا مثقفاً لا يقرأ العربية ويفهمها. ونحب حرية الرأي، والاجتهاد بابه مفتوح عندنا، وقد ترجم القرآن للغة الإيرانية ليكون في متناول الإيرانيين جميعاً. وأحَب شئ