/ صفحه 308 /
بسرعة عدد المتطوعين وفي كل حالة فردية تخرج طاقة نووية وفي النهاية تصبح الطاقة من قطعة صغيرة من المادة فوق الوصف.
وطفق العلماء في أوروبا في ذلك العهد من سنة 1939 يعيدون التجارب، وظهرت نشرات علمية كثيرة تؤكد صحة الملاحظة التي أبدتها إيرين كوري من وجود ثلاثة نيترونات مطرودة لكل نيترون يدخل النواة.
ولقد سافرت السيدة ليزما يتنر إلى الدنمارك، وبعد مقابلة " نيلزيور " الذي ذكرنا في مقالنا الثاني طرفاً من بحوثه في تفسير الانبعاث الضوئي بوثبات للألكترونات، سافر هذا ليجتمع بعلماء الانجليز أولاً وعلماء القارة الامريكية ثانياً، حيث بدأ هذا الجزء الاخير من العالم يكون مسرحاً هاماً لصناعة القنبلة النووية.
أي فارق بين هذه النتائج العظيمة وبعد حدوث هذه السلسلة النيترونية العظيمة وتلك النتائج الضئيلة التي حصل عليها العلماء باستخدام البروتونات (البرتون نواة ذرة الهيدروجين) كقذائف لضرب نواة العناصر المختلفة.
كان رذرفورد يضرب حوالي عشرة مليون قذيفة بروتونية في اتجاه النوى فتصيب قذيفة واحدة من هذا العدد الكبير نواة واحدة، وهذه الاصابة النادرة لا تحدث عطبا يذكر، والآن نضرب بالقذائف النيترونية فتحدث إحداها إصابة جسيمة في النواة يتبعها بلايين البلايين من الاصابات المماثلة، دون أن نبعث من ناحيتنا بقذائف أخرى.
لقد ذكر " اينشتاين " أننا كنا كمن يريد أن يصيب طيورا في ليال مظلمة في بلاد تندر فيها الطيور، ولنا ان نذكر الآن أننا تعلمنا نوعاً جديداً من الصيد لم يخطر على بال إنسان، وهو أننا إن أصبنا طائراً واحداً خرج هذا الطائر ليصيد هو نيابة عنا الكثير من الطيور، بل خرج لتحريض طيور البلدة كلها ليصيدوا طيور البلاد المجاورة لبلدتهم وغيرها من البلاد، حيث يعم الصيد المملكة بأسرها.