/ صفحه 304/
المتتابعة وعدوى تسري إلى غير النواة المنفلقة، وهو تناولته بشئ من الشرح في مقالي الذي كتبته في أول عدد لمجلة رسالة الإسلام، وفي ظني أننا لو استطعنا فهم هذه السلسلة ومتابعة الكتابة فيها، واستطعنا فهم هذا الكشف الجسيم، أدركنا لماذا نستطيع الحصول على طاقة فوق الوصف من قليل من المادة، وأدركنا ما يحدثه ذلك من تقدم في حياة البشر ومن أثر في المدنية القادمة، وأكرر القول الذي ذكرته في مقالي بأول عدد لهذه المجلة وعلى غلاف كتابي الذي يصدر هذا الأسبوع " إما مدنية فوق التصور نصبح فيها كالملائكة نستطيع ما لا نستطيعه اليوم، وإما مفاجأة محزنة قد ينمحي معها الكوكب الوديع الذي نعيش عليه ".
والآن نورد كلمة عن العمل العظيم لأوتوهان الألماني خاصاً بانفلاق أو انشطار نواة اليورانيوم: يحوي جدول العناصر 96 عنصراً، تبدأ من الهيدروجين أخفها، وتنتهي بالكوريوم أثقلها، وإذا اعتبر الوزون الذري للهيدررجين 0078 ر 1 باعتبار الوزن الذري للأكسجين 16 فإن الوزن الذري للكوريوم أثقل العناصر يكون 241.
وقد لوحظ في جميع عمليات تحول العناصر، وبجميع الوسائل المختلفة، سواء ضرب النواة بالبروتونات أو بجسيم ألفاً أو بالديترونات أو النيترونات، أن العناصر التي نحصل عليها هي عناصر قريبة في جدول العناصر من العنصر الذي أصبناه، فقد استطاع " رذرفورد " مثلاً عندما تمكن لأول مرة سنة 1919 من أن يحول ذرة العنصر إلى ذرة عنصر آخر، أن يحصل من عنصر النيتروجين، ووزنه الذري 14 على مماكن للأكسجين، وزنة الذري 17، أي أكسجين يختلف عن الاكسجين العادي بوحدة واحدة في الوزن الذري، وفي أعمال " إيرين وجوليو كوري " الشهيرة تحول الألومنيوم ووزنه الذري 27 إلى عنصر قريب منه هو السليسيوم ووزنه الذري 30، وحصل لكل قذيفة واحدة من