/ صفحه 301 /
النيترون، أو ذكرت بعضهم وأغفلت البعض الأخر، وإني ألخص حقيقة الأمر في فقرات ثلاث، ويتفق معي مؤلف (جريمزيل) في جزئه الخامس:
1 ـ كشف بوث وبكر وجود النيترون إلا أنهما اعتقدا أنه الأشعة المسماة أشعة جاما.
2 ـ أكدت إيرين كوري وزوجها جوليو بعد ذلك بقليل أن طبيعة هذه القذائف جسيمية وليست إشعاعية.
3 ـ اعتبر شادويك عام 1932 أنها نيترونات وأعطاها هذا الاسم.
وللنيترون أهمية خاصة كقذيفة موفقة في البحوث النووية، ذلك أنه بينما تصلح القذائف الأخرى ـ كالبروتون (وهو شمس أو نواة ذرة عنصر الهيدروجين، وللعلماء وسائل في فصل هذه الشمس عن عالمها الذري واستخدامها كقذيفة)، وجسيم الفا (وهو شمس، أي نواة ذرة الهيليوم العنصر الثاني في جدول العناصر) ـ لتحويل 15 عنصراً من عنصر إلى عنصر، فان النيترون يصلح لقذف جميع العناصر وعددها 96 وتبدأ من الهيدروجين، وتنتهي بعنصر الكوريوم ـ نسبة لكريمة مدام كوري التي كشفته ـ ما عدا تسعة عناصر لا تتأثر بهذه القذيفه، ومن هذه العناصر التسعة الكربون والأكسجين، وطالما فكرت أن هذه الحقيقة قد تكون في صالح الخليقة، إذ أن أولهما مكون هام للمادة الحية، وثانيهما عنصر هام لاستمرار الحياة فيها.
وظفرت الدراسات عن النيترون، وأضحى له في الجامعات متخصصون يكونون ما نستطيع تسميته مدارس أو حلقات النيترون، ولعل أهم هذه الحلقات تلك التي كان يرأسها في جامعة روما العالم الإيطالي الشهير " أنيريكو فرمي " المقيم الآن في أمريكا، ولقد سمعت هذا الرياضي سنة 1934 يستعرض أمام علماء السوربون بحوثه العلمية، وكنا نعد أهمها في ذلك الوقت غريباً عن المنطق السليم،