/ صفحه 230/
سحر أعينكم فمن أراد الله به الخير ثبته على بصيرة ومن أراد فتنته رجع إلى كفره فمسخوا خنازير فمكثوا كذلك ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يتوالدوا ولم يأكلوا ولم يشربوا وكذلك كل ممسوخ.
هذه المناهج الثلاثة مترددة بين افراط وتفريط في شأن القصص القرآني، وما ينبغي أن يستقبل به حتى يحقق الغاية المقصودة من قصّه على الناس بالعبرة والموعظة، وحتى يحدث التسلية للدعاة والمصلحين، وحتى يتبين للناس أنه القصص الحق المطابق للواقع الذي لا مرية فيه ولا تزيد ولا تخييل.
وعلى أساس أن الحق وسط بين باطلين نقرر المنهج الرابع الذي يجب استقبال القصص القرآن على أساسه وهو المنهج السليم والصراط المستقيم ان شاء الله، وخلاصته الوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم، مع الاحتفاظ بدلالة الالفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها لواقع هي تعبير صحيح عنه دون أن تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتماداً على روايات لا سند لها كما صنع المفْرِطون، ودون تحيّف لمعانيها، باعتبار أن الكلام تخييل لا يعبر عن واقع كما فعل المفَرّطون، ودون صرف للألفاظ عن معانيها الوضعية إلى معان أخرى من غير صارف يمنع إجراء الكلام على ظاهره كما فعل أهل التأويل الذين حرفوا كثيراً من القرآن عن مواضعه، وتنكبوا قانون العربية التي نزل بها.
ـ 2 ـ
وسورة البقرة من أجمع سور القرآن، فقد احتوت على أصول العيدة، وعلى كثير من أدلة التوحيد، كما ذكرت مبدا خلق الإنسان، ثم وجهت عنايتها إلى امرين اقتضت الافاضةَ فيهما حالةُ المسلمين التي صاروا إليها بالهجرة من مكة إلى المدينة.
أحدهما: أن المسلمين تركزوا جماعة مستقلة لأول دخولهم المدينة، فبنى النبي مسجده ليؤدي فيه مع المؤمنين الصلوات المفروضة، وليكون بمثابة ندوة