ـ(216)ـ
نحتاج إلى تجديد المفهوم، كي لا نقع في الكلام على مسمى واحد بمفاهيم وتصورات مختلفة.
فهل وحدتنا وحدة انصهار أم هي وحدة التكامل؟ وهل هي مطلوبة لذاتها أم لتحقيق مصالح(الأمة)؟
ولوحدة من هذا النوع المنشود لابد من ثقافة واحدة، ثقافة لا تقوم فقط على المخزون الشعبي، وإنما ترتبط بالمنهج الدراسي والمنهج الإعلامي والمنهج السياسي، ثقافة تشعرك وأنت تنتقل من بلد عربي إلى آخر، ومن بدل إسلامي إلى غيره، أنك تتجول داخل بلدك، لتكون الاختلافات أقرب إلى التنوع منها إلى التناقضات.
والى جانب وحدة الفهم ووحدة الثقافة، ووحدة الشعور بالطمأنينة على النفس والمال والعرض، وتلمس احترام القيمة الإنسانية والكرامة البشرية، فكثيراً ما يشعر الواحد منا بذلك في دول الغرب المستكبر، بينما يعتريه الخوف والرعب عند انتقاله في أكثر بلاد المسلمين، حتى بات تجاوز مراكز الحدود الرسمية من التجارب المرة التي يحسب لها المرء ألف حساب، ويحتاج معها إلى صبر ومجاهدة لا يعلم مداها إلاّ الله.
إن تحقيق المصلحة المشروعة، من العوامل الأكيدة المشجعة على المضي قدما في طريق العمل الوحدوي والاستمساك بعروتها، وتوفيق الله تعالى هو أولاً وآخراً الفيصل في النجاح.