ـ(196)ـ
موقف الخلفاء العباسيين
من أئمة أهل السنة الأربعة ومذاهبهم وأثره في
الحياة السياسية في الدولة العباسية(1).
الدكتور عبد الحسين علي أحمد
هذا الكتاب يتناول مسألة حساسة هامة من مسائل التاريخ ذات العلاقة بفقه المذاهب الإسلاميّة، يدرس الفترة الزمنية الممتدة من أواخر العصر الأموي وقيام الدولة العباسية سنة 132هـ، حتى نهاية خلافة المتوكل سنة 247هـ، وهي الفترة التي عاش فيها أقطاب فقهاء أهل السنة الأربعة الذين ظلت مذاهبهم متبعة طوال العصور التاريخية.
خصص الباب الأول لموقف(الامام أبي حنيفة)، فأشار إلى أنه (عاش اثنتين وخمسين سنة من حياته في العصر الأموي، فترك ذلك العصر بأحداثه أثرا في نفسه، وإن لم يعلم أنه خرج مع الخارجين أ, ثار مع الثائرين، ولكن مجرى الحوادث كان يثبت أن قلبه كان مع العلويين من غير تشيع، وكان لا يرى لبني أمية أي حق في إمرة المؤمنين، ولكن ما كان ليثور عليهم).
لقد أجاز الخروج الأمويين، وإن لم يشترك عمليا في الثورة ضدهم.
ولما خرج زيد بن عليّ على هشام بن عبد الملك سنة 120هـ، قال أبو حنيفة:(ضاهي خروجه خروج رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر) قيل له: لم تخلفت عنه؟ قال:(حبستني عنه ودائع الناس، عرضتها على ابن أبي ليلى فلم يقبل، فخفت أن أموت مجهلا)(2).
______________________
1 ـ دار قطري بن الفجاءة للنشر، قطر، 1405 هـ ـ 1985م.
2 ـ ص 44.