ـ(161)ـ
العقائدي. والخطط التي نفذوها في إيران غريبة للغاية..والأغرب من ذلك أنها لم تستطع ان تمزق إيران وتفتتها، والسبب الوحيد يعود إلى مواقف علماء الدين وقيادتهم لهذه الأمة وشحنهم وجدان الجماهير بروح الحسين عليه السلام وكربلاء الحسين وبتاريخ المواقف الأبية لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولو كان الأمر بيد(التقدميين) لقدموا وطنهم ومقدرات شعبهم خلال ساعات قربانا على مذبح أسيادهم الغربيين، باسم مواكبة حركة التقدم والتحرر في العالم !!
جدير بالذكر أن أحد(التقدميين) الذين يحملون على علماء الدين في موقفهم من امتياز التنباك هو علي خان أمين الدولة، فقد كتب في مذكراته عن موقف علماء الدين بأنها عمليات استفزاز للسوقة والأراذل، وحثهم على الحصول على خزانة الدولة وأموالها !!
واللطيف في هذا الأمر أن أمين الدولة هذا من(المتجددين) ومن حماة ملكم خان في تأسيس المجمع الماسوني في إيران، وهذه المذكرات نشرها حافظ فرمانفرمائيان(1)، وعائلة فرمانفرمائيان من العوائل الماسونية التي تغلغات كالسرطات في أجهزة الحكم آنذاك، وقد حصل على هذه المذكرات من حفيد أمين الدولة وهو(علي أميني)، وهذا الأخير هو الذي تولى رئاسة الوزراء في زمن الشاه المقبور، ووقع على اتفاقية(الكنسرسيوم) المذلة، ودعم بشدة مصالح أمريكا في إيران إن هذه العائلة ومثيلاتها تعتبر فروعا متشابكة لشجرة خبيثة اجتهدت للقضاء على الروح الدينية وعلى مكانة علماء الدين في هذا البلد المسلم تمهيدا لعملية الغزو الغربي الكاملة.
______________________
1 ـ انظر:حافظ فرمانفرمائيان، خاطرات سياسي أمين الدولة(فارسي)، طهران، كتابهاى إيران، 1341.