ـ(11)ـ
كان السيد الأستاذ يعقد الأمل الكبير على(دار التقريب) في القاهرة، ويرعى أمينها الشيخ محمد تقي القمي.
وحين كنت أراجع السيد البروجردي في بيته إكمالا لمشروع(جامع أحاديث الشيعة) رأيت الشيخ القمي مرارا في البيت منتظرا لقاء السيد.
ومن الظواهر الهامة في نشاط السيد البروجردي على الصعيد العلمي تغيير مسير الحوار بين أهل السنة والشيعة، نحو ما يمكن أن يتفقوا عليه، وإبعاد الحوار عن المسار الذي لا يمكن أن يتفقوا عليه..
على سبيل المثال لم أر السيد الأستاذ يطرح مسألة(الخلافة) على الإطلاق في جلساته العامة والخاصة، في الدروس وفي خارج الدروس. بل سمعته في جلساته الخاصة يقول:(مسألة الخلافة لا جدوى فيها اليوم لحال المسلمين، ولا داعي إلى إثارتها وإثارة النزاع حولها. ما الفائدة للمسلمين اليوم أن نطرح مسألة من هو الخليفة الأول؟ ما هو مفيد لحال المسلمين اليوم هو أن نعرف المصادر التي يجب أن نأخذ منها أحكام ديننا).
من هنا كان السيد يؤكد على حديث الثقلين:(إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا: كتاب الله وعترتي. وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)(1).
ولا يكاد يمر شهر على دروسه دون أن يذكر في مناسبة هذا الحديث. وكان هذا أسلوب السيد المرحوم عبد الحسين شرف الدين أيضاً فقد كان يؤكد في حواره مع شيخ الأزهر الفقيد الشيخ سليم البشري أن دليلنا على أخذ السنة من طريق أهل البيت هو حديث الثقلين.
______________________
1 ـ جمع أحد علماء قم كل أسناد هذا الحديث مشيرا إلى اختلاف جاء في متنه في كتاب نشرته(دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) في القاهرة وأعاد طبعه(المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة) وقدمت للموضوع مقدمة وافية نشرت في مجلة(رسالة التقريب) العدد 5.