ـ(9)ـ
أسس التفسير وقواعده
الأستاذ علي الرباني الكلبايكاني
بديهي أن الهدف إذا كان أعلى، والعمل أعظم وأرفع، فطريق الحصول عليه أصعب، وشروطه أكثر وأدقّ، والهدف من التفسير هو الوقوف على معاني كلمة الله العليا، وحقائق كتابه الذي أحكمت آياته ثم فصّلت من لدن حكيم خبير، فبما أنّه نور إلهي معنوي فلا يستنير به إلاّ من أخلص دينه لله ونوّر قلبه بضياء العقيدة الحقّة والعمل الصالح، وحيث أنّه تعالى أفرغ القرآن في قالب العربية فيتوقف فهمه على معرفة وقواعدها المختصّة بها. وإذ خاطب الله سبحانه بالقرآن أبناء البشر عموماً فقد بناه على أساليب الحوار والخطاب المشترك بين الناس، وعلى هذا يجب على المفسّر التعرّف على تلك الأساليب ومعانيها، وبما أنّه نزلت آياته نجوماً وعلى سبيل التدرّج في مدّة ثلاث وعشرين سنة وفي