ـ(24)ـ
آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين](1). على كل طائفة من المؤمنين الموجودين في الإعصار المتأخرة عن زمان نزول الآية، وهذا نوع من الانطباق.
وكانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس، وانطباق آيات المنافقين على المنافقين من المؤمنين، وهذا نوع آخر من الانطباق أدقّ من الأوّل.
وكان طابق آيات المذنبين على أهل المراقبة والذكر والحضور في تقصيرهم ومباهلتهم في ذكر الله تعالى، وهذا نوع آخر أدقّ ممّا تقدّمه.
وكانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية، وهذا نوع آخر أدق من الجميع.
ومن هنا يظهر أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم(2).
وعلى ضوء هذه القاعدة يتضح أن ما ورد في كثير من الروايات التفسيرية، من تفسير الآية وتطبيقها على شخص أو أشخاص، أو وصف خاص، هي في الحقيقة من قبيل الجري والانطباق وبيان المصداق للمعنى العام والشامل لا الحصر والتخصيص. كما روى أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال في تفسير قوله تعالى: [يزيد في الخلق ما يشاء](3). "هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن"(4). وروي عن الرضا (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "حسنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً، وقرأ: يزيد في الخلق ما يشاء"(5).
وعن الصادق (عليه السلام) قال: القضاء والقدر خلقان من خلق الله يزيد في الخلق ما يشاء(6).
______________________
1 ـ التوبة: 119.
2 ـ الميزان 13: 73.
3 ـ فاطر: 1.
4 ـ مجمع البيان 7 ـ 8: 400.
5 ـ الميزان 17: 11، رواه عن العيون.
6 ـ كتاب التوحيد للصدوق، دار المعرفة، باب القضاء والقدر، الحديث الأول.