ـ(5)ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
افتاحية العدد
نحمدك اللهم حمد الحامدين، ونصلي ونسلّم على صفوة خلقك، وسيّد رسلك، سيّدنا ونبيّنا محمد وآله، وعلى أصحابه، ومن اتّبع هداه إلى يوم لقائك.
لقد بات من الواضح خطورة المرحلة التي تعيشها أمتنا الإسلاميّة في عصرنا الراهن، وهي تواجه ألواناً من التحديات الحضارية، وصنوفاً من محاولات الهيمنة على منابع القدرة، والسيطرة على مصادر القوة فيها. كما لم يعد خافيا أن العدو اللدود يعتمد في صراعه غير النبيل أدق الخطط وأحكم الأساليب، مستعيناً بما يمتلكه من إمكاناتٍ ماديةٍ وتقنيةٍ عاليةٍ، ومستفيداً من حالات الخدر، والغفلة، والجهل التي تسود طبقاتٍ واسعةٍ من المجتمع، بما مكنه من تحقيق أهدافه ومآربه في تقطيع جسد الأمة الواحدة إلى أشلاء متناثرةٍ لا تقوى على النهوض، ولا تقدر على مواكبة حركة التطور في العالم، ممّا جعل هذه الأمة الشاهدة تتراجع عن موقعها التاريخي كأمةٍ رائدةٍ، وتنحدر في حضيض التبعية.
وفي قلب هذا الواقع المر انطلقت صيحات مخلصة تدعو إلى لم شمل الأمة وجمع شتاتها تحت راية التوحيد، وفي ظل تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل، وقد شهد عالمنا الإسلامي سيما في القرن الأخير ـ أعلاماً وأئمة مصلحين هتفوا بهذا الهدف السامي، وسعوا إلى تحقيق هذه الأمنية المقدسة، وجاهدوا من أجل ذلك، وقد تحملوا شتى الصعوبات والمشقات، وذاقوا الآلام، حتى أن بعضهم قد استشهد في هذا السبيل.
إن الأمة الإسلاميّة بجميع مذاهبها وشعوبها وقومياتها، وبما لها من قواسم مشتركةٍ في حقل العقيدة والعبادات، والعادات والتقاليد، والثقافة العامة، هي أمة