ـ(152)ـ
إنّ تطرب الأرواح فهو غناؤها ــــــــــ وإذا شجاها الحزن فهو الأدمع
فذروه حيث يعيش غريداً على ــــــــــ فنن، وملتاعاً يئن فيوجع
لا تطلبوا منه، فما هو بالذي ــــــــــ يبني ويهدم، أو يضر وينفع
أكبرت دور الشعر عما صوروا ــــــــــ وعرفت رزء الفكر في من لم يعوا
فالشعر أجج ألف نار وانبرى ــــــــــ يلوي أنوف الظالمين ويجدع
لو شاء صاغ النجم عقداً ناصعاً ــــــــــ يزهو به عنق أرق وأنصع
أو شاء رد الرمل من نفحاته ــــــــــ خضلاً بأنفاس الشذى يتضوع
أو شاء رد الليل في أسماره ــــــــــ واحات نور تستشف وتلمع
أو شاء قادمن الشعوب كتائباً ــــــــــ يعنو لها من كلّ أفق مطلع
أنا لا أريد "الشعر" إنّ جدت بنا ــــــــــ نوب، يخلي ما عناه ويقبع
أو أن يوشي الكأس في سمر الهوى ــــــــــ ليضاء ليل المترفين فيسطع
أو أن يباع فيشتري إكليله ــــــــــ تاج من المدح الكذوب مرصع
لكن أريد "الشعر" وهو بدربنا ــــــــــ مجد، وسيف في الكفاح، وأدرع

___
بغداد يا زهو الربيع على الربى ــــــــــ بالعطر تعبق والسنا تتلفع
يا ألف ليلة ما تزال طيوفها ــــــــــ سمراً على شطان دجلة يمتع
يا لحن (معبد) والقيان عيونها ــــــــــ وصل كما شاء الهوى وتمنع

___
بغداد يومك لا يزال كأمسه ــــــــــ صور على طرفي نقيض تجمع
يطغى النعيم بجانب وبجانب ــــــــــ يطغى الشقا فمرفه ومضيع
في القصر أغنية على شفة الهوى ــــــــــ والكوخ دمع في المحاجر يلذع
ومن الطوى جنب البيادر صرع ــــــــــ وبجنب زق أبي نؤاس صرع