ـ(15)ـ
وإن الفهم الصحيح لموقف المسلمين ودورهم في هذه الظروف ليفرض على جميع العلماء وقادة الفكر في العالم الإسلامي أن يعملوا كل ما في وسعهم في سبيل هذا الهدف الكبير، أي: (وحدة الأمة الإسلاميّة)، وأن يستفيدوا من جميع الإمكانات الكبيرة المتوفرة لديهم لتحقيق هذا الهدف السامي.
وإن الخطوة الأولى لتحقيق الأمة الإسلاميّة الواحدة هي: القيام بتقريب أفكار أتباع المذاهب الإسلاميّة، حيث يتحمل العلماء والقادة الدينيون والمفكرون في العالم الإسلامي المسؤولية الكاملة والخطيرة في هذا السبيل.
وقد كان هذا هو الهدف الأقصى لتأسيس (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة) وبأمر من قائد الثورة الإسلاميّة الإمام الخامنئي(دامت بركاته).
لقد شهد التاريخ الإسلامي وخاصة في هذا القرن جهودا ومساعي حثيثة وطيبة من أجل تحقيق الوحدة بين المسلمين، ولكن الأرضية الآن أصبحت مهيئة أفضل من السابق بسبب انتصار الثورة الإسلاميّة بقيادة الامام الخميني (أعلى الله مقامه)، ولذا فإن قادة الأوساط الإسلاميّة مسؤولون أكثر من أي وقت مضى عن السعي لتحقيق هذا الهدف الكبير والمنقذ، لا سيما وقد فتحت الجمهورية الإسلاميّة ـ التي تعتبر قاعدة لكل المسلمين ـ ذراعيها لكل الراغبين في تحقيق هذه الأمنية من الذين يتمتعون باستعدادات وقابليات للقيام بخطوات عملية في هذا المجال. وسوف لن تتباطا الجمهورية الإسلاميّة في بذل كل الجهود في هذا الأطار.
إن أرضية العمل والسعي المشترك قد توفرت الآن لكافة المفكرين الإسلاميين في سبيل دراسة مسائل العالم الإسلامي المهمة، وإن الدورة الأولى للمجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة يمكن أن تكون أساساً وبنيانا محكما لهذا العمل، والسعي المشترك، وتوسيع الطريق لطرح الأفكار المشتركة بصورة مستمرة وبشكل أعمق.
إن التوافق الفكري يمكن أن يأتي بنتائج مثمرة في كافة المجالات المختلفة