.
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال حدثنا صالح ابن أحمد الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن أحمد يقول بلغني أن الله خص هذه الأمة بثلاث أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب .
أخبرني أبو بكر محمد بن المظفر بن علي الدينوري المقرىء قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي يقول سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول أن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد وليس لأحد من الأمم كلها قديمهم وحديثهم أسناد وإنما هي صحف في أيديهم وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل مما جاءهم به أنبياؤهم وتمييز بين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوا عن غير الثقات وهذه الأمة إنما تنص الحديث من الثقة المعروف في زمانه المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ والأضبط فالأضبط والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفه ويعدوه عدا فهذا من أعظم نعم الله تعالى على هذه الأمة نستوزع الله شكر هذه النعمة ونسأله التثبيت والتوفيق لما يقرب منه ويزلف لديه ويمسكنا بطاعته إنه ولي حميد