@ 184 @ | يكون النظري مفيداً للعلم لا مع الاستدلال ، فالوجه أن يقال : معناه أن كل ضروري | خاص ، يفيد علماً عاماً في ضمنه بدون الاستدلال عليه ، وأن كل نظري خاص ، يفيد | علماً عاماً في ضمنه مع الاستدلال عليه . | | والحاصل : أن الضروري هو الحاصل بدون الاستدلال ، والنظري هو | الحاصل بالاستدلال . والمراد من الاستدلال هو الكسب ، لئلا يختص بالتصديق . | ولو ترك قوله : يفيد ، وأتى بدل الاستدلال [ الكسب ] أولى . وقيل : أقام الإفادة | مُقَام الاستفادة تسامحاً ، لأن الإفادة سبب الاستفادة ، ومفضية إليها . وهذا كما | قيل في قوله تعالى ! 2 < ما منعك ألا تسجد > 2 ! أن المعنى : ما دعاك إلى ترك | السجود ؟ لأن المنع عن السجود داع إلى نقيضه . | | فإن قلت : يرد عليه أن ما ذكر هو الضروري بالمعنى المقابل للنظري ، لا | بالمعنى المذكور ، قلت : قوله : يفيد العلم ، ليس تعريفاً بل هو حكم . | | ( وأن الضروري ) عطف على إذ الضروري ، فإن في معنى لأن الضروري . | | ( يحصل لكل سامع ، والنظري لا يحصل إلا لمن فيه ) وفي نسخة : إلا لمن | له ( أهلية النظر ) |