@ 487 @ | كل منها : لا أعرفه ، وفعل الثاني كذلك إلى أن استوفى العشرةُ المئة ؛ وهو لا يزيد | في كل منها على قوله : لا أعرفه . | | وكان الفقهاء ممن حضر ، يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون : فَهِم الرجل ، | ومن كان منهم غير ذلك يقضي عليه بالعجز ، والتقصير ، وقِلة الفهم لكونه عنده - | لمقتضى عدم تمييزه - حيث لم يعرف واحداً من مئة ، ولما فهم البخاري رحمه الله | من قرينة الحال / انتهاءهم من مسألتهم ، التفت إلى السائل الأول وقال له : سألت | عن حديث كذا ، وصوابه كذا ، إلى آخر أحاديثه ، وهكذا الباقي فردّ المئة إلى | حكمها المعتبر قبل [ القلب ] ، فأقرَّ له الناس بالحفظ ، وأذعَنُوا له بالفضل ، وعُلُو | المحل والمنزلة في هذا الشأن . | | وأما العُقَيلي ، فذكر مَسلَمة بن القاسم في ترجمته أنه كان لا يُخْرجُ أصله | لمن يجيئه من أصحاب الحديث بل يقول له : اقرأ في كتابك ، فأنكرنا [ - أهل | الحديث - ذلك فيما بيننا عليه ] وقلنا : إما أن يكون من | أحفظ / 82 - ب / الناس ، أو من أكذبهم ، ثم عَمَدنا إلى كتابةِ أحاديث من روايته ، | بعد أن بدّلنا منها ألفاظاً ، وزدنا فيها ألفاظاً ، وتركنا منها أحاديث صحيحة ، وآتيناه | بها ، والتمسنا منه سماعها ، فقال لي : اقرأ ، فقرأتها عليه ، فلما انتهيت إلى الزيادة | والنقصان ، فَطِن وأخذ مني الكتاب ، فألحق فيه بخطه النقص ، وضرب على | الزيادة وصححها كما كانت . ثم قرأها علينا [ فانصرفنا ] وقد طابت أنفسنا ، |