@ 420 @ | وقال فريق من المحدثين والفقهاء : مَن عُرِف بارتكاب / التدليس ولو مرة صار | مجروحاً مردوداً في الرواية ، وإنْ بين السماع وأتى بصيغة صريحة في هذا | الحديث ، أو في غيره من أحاديثه . | | قال الشيخ شمس الدين محمد الجَزرِي : التدليس قسمان : | | تدليس الإسناد ، وتدليس الشيوخ | | أمّا تدليس الإسناد فهو أن يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه ، مُوهِماً | أنه سمعه منه ، ولا يقول : أخبرنا وما في معناه ، بل يقول : قال فلان ، أو عن فلان | وإنّ فلاناً قال ، وما أشبه ذلك . ثم قد يكون بينهما واحدٌ أو قد يكون أكثر ، وربما لم | يُسقط المدلس شيخه ، لكن يُسقط من بعده رجلاً ضعيفاً أو صغير السن ، يُحَسِّنُ | الحديث بذلك . وكان الأعمش ، والثوري ، وابن عُيينة ، وابن إسحاق وغيرهم | يفعلون هذا النوع . | | ومن ذلك ما حكى ابن خشرم : كنا يوماً عند سفيان بن عُيينة فقال : عن | الزُّهري فقيل له : حدثك الزهري ؟ فسكت ، ثم قال : قال الزهري . فقيل له | أسمعته من الزهري ؟ فقال : لم أسمعه من الزهري ، ولا ممن سمعه من | الزهري حدثني عبد الرزاق عن معْمَر ، عن [ 94 - ب ] الزهري . وهذا القسم | من التدليس مكروه [ جداً ] ، وفاعله مذموم عند أكثر العلماء . ومَن عُرِف به فهو |