@ 402 @ | المحدثين أن يترك التابعي الواسطة بينه وبين رسول الله تعالى عليه | وسلم ، [ فإن ترك الراوي واسطة بين الراويين ] ، فهذا يسمى منقطعاً ، وإن | ترك أكثر من واحد ، فهو المسمى بالمُعضل عندهم ، والكل يسمى مرسلاً عند | الفقهاء والأصوليين . وفي ' الجواهر ' : وأما قول الزهري وغيره [ 89 - أ ] من | التابعي الصغير قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فالمشهور عند من خصه | بالتابعي أنه مرسَل كالتابعي الكبير ، وقيل : [ بل ] منقطع . انتهى . | | ومنه يعلم أن التابعي إذا لم تكن له رواية عن الصحابة مطلقاً وأرسل | الحديث ، فينبغي أن لا يكون الخلاف في كونه منقطعاً ، كما أشار / 64 - ب / إليه | السيد جمال الدين المحدث في ' حاشية المشكاة ' عند قوله : وعن الأعمش | قال : قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ' آفة العلم النسيان ' الحديث . رواه الدارِمي | [ مرسلاً ] ، حيث قال : المراد بالإرسال هنا المعنى اللغوي ، وهو الانقطاع ، لأن | الأعمش لم يسمع من أحد من الصحابة ، وإن ثبت سماعه من أنس ، فالمرسل | بالمعنى الاصطلاحي . انتهى | | وتوضيحه : أن منشأ اختلافهم في التابعي الصغير ، هو أن روايته عن | الصحابي قليلة نادرة ، والحكم إنما يكون مبنياً على الغالب ، فإذا تحقق | عدم روايته عن الصحابي ، فلا وجه للاختلاف في كون حديثه مرسلاً / بل يكون | منقطعاً قطعاً ، والله أعلم . |