@ 368 @ سمعت أن الجرح مقدم على التعديل ، ورأيت جرحا وتعديلا في رجل ، وكنت غرا بالأمور أو فدما مقتصرا على منقول الأصول ، جزمت بأن العمل على جرحه . فإياك ثم إياك ، والحذر كل الحذر من هذا الظن ، بل الصواب أن من تثبت أمانته وعدالته ، وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه : من تعصب مذهبي أو غيره لا يلتفت إلى الجرح فيه ، بل يعمل فيه بالعدالة ، وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون ، وهلك فيه هالكون . وقد عقد الحافظ أبو عمر بن عبد البر في ' كتاب العلم ' بابا في حكم قول العلماء بعضهم في بعض ، بدأ فيه بحديث : دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد . . الحديث .