@ 290 @ بمعنى واحد وفي ادعاء الفرق بينهما تكلف شديد فيه عناد وخلف وتعسف . لكن لما تقرر الاصطلاح أي اصطلاح المحدثين صار ذلك حقيقة عرفيه فتقدم على الحقيقة اللغوية مع أن هذا الاصطلاح إنما شاع عند المشارقة / يعني الجمهور منهم ومن تبعهم من المغاربة ، وهو الذي عليه الإمام الشافعي وأصحابه ، ومسلم ، وابن وهب وأما غالب المغاربة ومعظم الحجازيين ومالك فلم يستعملوا هذا الاصطلاح ولم يعرجوا عليه بل الإخبار والتحديث عندهم بمعنى واحد . وعليه البخاري . .
فإن جمع الراوي أي أتى بصيغة الجمع في الصيغة الأولى كأن يقول : حدثنا فلان أو سمعنا فلانا يقول فهو أي فذلك دليل على أنه سمع منه مع غيره ، وقد تكون النون للعظمة لكن بقلة . فأكثر ما يقوله المنفرد حدثني لدلالتها على أن الشيخ حدثه وحده ، وهذا ما اختاره الحاكم وسبقه إليه الترمذي في ' العلل ' حيث قال : ما قلت حدثنا