@ 309 @ وقوله للنبى صلى الله عليه وسلم من معك على هذا قال حر وعبد قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به وكان ينبغى للحاكم أن يقول من الرجال البالغين الأحرار كما قال المصنف فى آخر كلامه فإن المعروف عند أهل السير أن زيد بن حارثة أسلم قبل أبى بكر .
والصحيح أن عليا أول ذكر أسلم وحكى ابن عبد البر الاتفاق عليه كما سيأتى .
وقال ابن إسحاق فى السيرة أول من آمن خديجة ثم على بن أبى طالب وكان أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين ثم زيد بن حارثة فكان أول ذكر أسلم بعد على ثم أبو بكر فأظهر إسلامه إلى آخر كلامه وما ذكرنا أنه الصحيح من أن عليا أول ذكر أسلم هو قول أكثر الصحابة أبى ذر وسلمان الفارسى وخباب بن الأرت وخزيمة بن ثابت وزيد بن أرقم وأبى أيوب الأنصارى والمقداد بن الأسود ويعلى بن مرة وجابر بن عبد الله وأبى سعيد الخدرى وأنس بن مالك وعفيف الكندى وأنشد أبو عبيد الله المرزبانى لخزيمة بن ثابت .
( ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا % عن هاشم ثم منها عن أبى الحسن ) .
( أليس أول من صلى لقبلتهم % وأعلم الناس بالقرآن والسنن ) .
وأنشد القضاعى لعلى رضى الله عنه .
( سبقتكم إلى الإسلام طرا % صغيرا ما بلغت أوان حلمى ) .
وأنشد ابن عبد البر لبكر بن حمام التاهرتى .
( قل لابن ملجم والأقدار غالبة % هدمت ويلك للاسلام أركانا ) .
( قتلت أفضل من يمشى على قدم % وأول الناس إسلاما وإيمانا ) .
وأنشد الفرغانى فى الذيل لعبد الله بن المعتز يذكر عليا وسابقته .
( وأول من ظل فى موقف % يصلى مع الطاهر الطيب ) .
وكان ابن المعتز يرمى بأنه ناصبى والفضل ما شهدت به الأعداء .
وذهب غير واحد من الصحابة والتابعين إلى أن أول الصحابة إسلاما أبو بكر وهو قول ابن عباس فيما حكاه المصنف عنه كما تقدم وحسان بن ثابت ورواه الترمذى أيضا عن أبى بكر نفسه من رواية أبى نضرة عن أبى سعيد قال قال أبو بكر ألست أول من أسلم الحديث