@ 44 @ .
وعن جابر رضي الله عنه قال : ( ( كان رسول الله يقول في خطبته : ( ( أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وإن أفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة . . . نحو ما تقدم ) ) . رواه الإمام أحمد ومسلم وغيرهما . .
وفي رواية : ( ( أما بعد ؛ فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدي محمد . . . الحديث ) ) . .
قال الإمام النووي قدس الله سره : ( ( إن من أهم العلوم تحقيق معرفة الأحاديث النبويات ، أعنى معرفة متونها ، صحيحها وحسنها وضعيفها وبقية أنواعها المعروفات . ودليل ذلك : أن شرعنا مبنى على الكتاب العزيز والسنن المرويات ، وعلى السنن مدار أكثر الأحكام الفقهيات ؛ فإن أكثر الآيات الفروعيات مجملات وبيانها في السنن المحكمات . وقد اتفق العلماء على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتى أن يكون عالماً بالأحاديث الحكميات . فثبت بما ذكرناه : أن الاشتغال بالحديث من أجل العلوم الراجحات وأفضل أنواع الخير وآكد القربات . وكيف لا يكون كذلك وهو مشتمل على بيان حال أفضل المخلوقات ، عليه من الله الكريم أفضل الصلوات والسلام والبركات ؟ ولقد كان أكثر اشتغال العلماء بالحديث في الأعصار الخاليات ؛ حتى لقد كان يجتمع في مجلس الحديث من الطالبين ألوف متكاثرات ، فتناقص ذلك وضعفت الهمم ، فلم يبق إلا آثار من آثارهم قليلات ، والله المستعان على هذه المصيبة وغيرها من البليات . وقد جاء في فضل إحياء السنن المماتات أحاديث كثيرة معروفات مشهورات . فينبغي الاعتناء بعلم الحديث والتحريض عليه لما ذكرنا من الدلالات ولكونه أيضاً من النصيحة لله تعالى وكتابه ورسوله وللأئمة والمسلمين والمسلمات ، وذلك هو الدين كما صح عن سيد البريات . ولقد أحسن القائل ( ( من جمع أدوات الحديث استنار قلبه واستخرج كنوزه الخفيات ؛ وذلك لكثرة فوائده البارزات والكامنات ، وهو جدير بذلك ، فإنه كلام أفصح الخلق ومن أعطى جوامع الكلمات صلى الله عليه وآله وسلم صلوات متضاعفات . ) ) .
وقال العلامة الشهاب أحمد المنينى الدمشقي الحنفي في القول السديد : ( ( إن علم الحديث