@ 80 @ مغفل كثير الخطأ . وبالشذوذ ما يرويه الثقة مخالفاً لرواية الناس . وبالعلة ما فيه أسباب خفية قادحة ، فخرج الشاذ والمعلل . وسيأتي بيان هذه المخرجات كلها إن شاء الله تعالى . * * * .
3 - بيان الصحيح لذاته الصحيح لغيره .
أعلم : ( ( أن ما عرفناه أولاً هو الصحيح لذاته ، لكونه اشتمل من صفات القبول على أعلاها ؛ وأما الصحيح لغيره ، فهو ما صحح لأمر أجنبي عنه ، إذ لم يشتمل عن صفات القبول على أعلاها ؛ كالحسن : فإنه إذا روى من غير وجه ، أرتقى بما عضده من درجة الحسن إلى منزلة الصحة . وكذا ما أعتضد بتلقى العلماء له بالقبول ، فإنه يحكم له بالصحة ، وإن لم يكن له إسناد صحيح ) . وكذا ما وافق آية من كتاب تعالى أو بعض أصول الشريعة . .
قال ابن الحصار : ( ( قد يعلم الفقيه صحة الحديث ، إذا لم يكن في سنده كذاب ، بموافقة آية من كتاب الله ، أو بعض أصول الشريعة ، فيحمله ذلك على قبول والعمل ) ) . .
4 - تفاوت رتب الصحيح .
تتفاوت رتب الصحيح بسبب تفاوت الأوصاف المقتضية للتصحيح في القوة ، فإنها لما كانت مفيدة لغلبة الظن الذي علية مدار الصحة اقتضت أن يكون لها درجات بعضها فوق بعض ، بحسب الأمور المقوية ؛ وإذا كان كذلك فما يكون رواته في الدرجة العليا من العدالة والضبط ، وسائر الصفات التي توجب الترجيح ، كان أصح مما دونه ، فمن المرتبة العليا في ذلك ، ما أطلق علية بعض الأئمة أنه أصح الأسانيد ، كالزهري عن سالم بن عبد الله ابن عمر عن أبيه ، وكمحمد بن سيرين عن عبيدة بن عمر والسلماني عن علي ، وكإبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود ، وكمالك عن نافع عن ابن عمر ، وهذا قول البخاري . .
قال الإمام أبو منصور التميمى : ( ( فعلى هذا ، أجل الأسانيد : الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر لإجماع ؛ على أن أجل الرواة عن مالك ، الشافعي ؛ وعليه فأجلها رواية