@ 307 @ الصفات تمر كل جاءت ، ولا تؤول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد . فتفرع من هذا أن الظاهر يعين به أمران : .
( ( أحدهما : أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب ، كما قال السلف : الاستواء معلوم ؛ وكما قال سفيان وغيره : قراءتها تفسيرها ، يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغي بها مضايق التأويل والتحريف . وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أيضاً أنها لا تشبه صفات البشر بوجه ، إذا الباري لا مثل له ، لا في ذاته ، ولا في صفاته . .
( ( الثاني : أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة ، كما يتشكل في الذهن من وصف البشر . فهذا غير مراد ، فإن الله تعالى فرد صمد ، ليس له نظير ، وإن تعددت صفاته فإنها حق ، ولكن ما لها مثل ولا نظير . فمن ذا الذي عانيه ونعته لنا ، ومن ذا الذي يستطيع أن ينعت لنا كيف سمع كلامه ؟ والله إنا لعاجزون كالون حائرون باهتون في حد الروح التي فينا ، وكيف تعرج كل ليلة إذا توفاها بارئها ، وكيف يرسلها ، وكيف تستقل بعد الموت وكيف حياة الشهيد المرزوق عند ربه بعد قتله ، وكيف حياة النبيين الآن ، وكيف شاهد النبي أخاه موسى يصلي في قبره قائماً ، ثم رآه في السماء السادسة ، وحاوره ، وأشار عليه بمراجعة رب العالمين ، وطلب التخفيف منه على أمته ، وكيف ناظر موسى أباه آدم ، وحجه آدم بالقدر السابق . وكذلك نعجز عن وصف هيئتنا في الجنة ، ووصف الحور العين ، فكيف بنا إذا انتقلنا إلى الملائكة وذواتهم ، وكيفيتها ، وأن بعضهم يمكنه أن يلتقم الدنيا في لقمة مع رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني ، فالله أعلى وأعظم ، له المثل الأعلى والكمال المطلق ، ولا مثل له أصلاً ، آمنا بالله ، واشهد بأننا مسلمون ) ) انتهى . .
ثم قال الذهبي : ( ( قال الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي : أما الكلام في كل لصفات : فأما ما روى منها في السنن الصحاح ، فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها نقي الكيفية والتشبيه عنها . ثم قال : والمراد بظاهرها أنه لا باطن لألفاظ الكتاب السنة غير ما وضعت له كما قال مالك وغيره : ( ( الاستواء معلوم ) ) . وكذلك القول في السمع