@ 65 @ | حتى يظهر منهم خلاف ذلك ونحوه ما روينا عن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : | ' رأيت رجلا قدم رجلا إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فادعى عليه دعوى فسأله المدعى | عليه ، فأنكر ، فقال للمدعى : ألك بينة ؟ ، قال : نعم فلان وفلان ، فقال : أما فلان فمن | شهوده ، وأما فلان فليس من شهودى ، قال : فيعرفه القاضي ؟ قال : نعم ، قال : بماذا ؟ | قال : عرفه بكتب الحديث قال : فكيف تعرفه فى كتبته الحديث ؟ قال : ما علمت إلا | خيرا ، قال : فإن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ' ، ومن عدله | رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أولى ممن عدلته أنت قال : فهاته فقد قبلت شهادته . وقوى الحافظ أبو | [ / 14 ] الحجاج المزى ما قال ابن عبد البر حيث قال : ' هو فى زماننا مرضى بل ربما | يتعين ، وكذا ابن سيد الناس : لست أرى ما قال أبو عمر إلا مرضيا قال : ولو | أن مستور الحال فى دينهما تعارضا فى نقل خبر ، وأحدهما معروف بطلب الحديث وكتابته | والآخر ليس كذلك لكانت الناس إلى قبول خبر الطالب أميل ولا معنى لهذه المعرفة إلا مزية | طلب العلم لكن سبقهما ابن الصلاح فتعقب ابن عبد البر وأشار إلى أنه توسع . وأيده غيره | بأن قوله يحمل وإن كان لفظه لفظ الخبر إلا أن معناه الأمر لا سيما وفى بعض طرقه : ' | ليحمل هذا الأمر ' بلام الأمر قال : ولا يجوز أن يكون خبرا محضا وإلا تطرق إليه الخلف | وهو محال لأنه قد يحمله غير عدل فى الواقع وحين إذن فلا حجة فيه ووافق ابن الصلاح | على ذلك ابن أبي الدم وقال : إنه قريب الإستمداد من مذهب أبي حنيفة فى أن ظاهر | المسلمين العدالة وقبول شهادة كل مسلم مجهول الحال إلى أن يثبت جرحه قال : وهو غير | مرضى عندنا لخروجه عن الاحتياط ويقرب منه ما ذهب إليه مالك من قبول شهادة | المتوسمين من أهل العاقلة اعتمادا على ظاهر أحوالهم المستدل بها على العدالة والصدق فيما | يشهدون به إذا عرف هذا فالمعروف فى لفظ الحديث يحمل ' بفتح التحتانية ' وعدوله ' |