سوقها ومن كل من أبناء الآخرة فدعته نفسه الى نعمة الدنيا وجدها وأما طيب الهواء فانه لاسم لبردها ولا أذى لحرها وأما الحسن فلا ترى أحسن من بنيانها ولا أنظف منها ولا أنزه من مسجدها وأما كثرة الخيرات فقد جمع الله تعالى فيها فواكه الاغوار والسهل والجبال والاشياء المتضادة كالأترج واللوز والرطب والجوز والتين والموز وأما الفضل فلانها عرصة القيامة ومنها المحشر واليها المنشر وإنما فضلت مكة والمدينة بالكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة تزفان اليها فتحوي الفضل كله وأما الكبر فالخلائق كلهم يحشرون اليها فأي أرض أوسع منها فاستحسنوا ذلك وأقروا به .
الا أن لها عيوبا عدة يقال ان في التوراة مكتوب بيت المقدس طشت ذهب ملىء عقارب ثم لا ترى أقذر من حماماتها ولا أثقل مؤنة قليلة العلماء كثيرة النصارى وفيهم جفاء على الرحبة والفنادق ضرائب ثقال على ما يباع فيها رجالة على الابواب فلا يمكن أحدا أن يبيع شيئا مما يرتفق به الناس الا بها مع قلة يسار وليس للمظلوم أنصار والمستور مهموم والغني محسود