كثر الاختلاف والكذب فيها وامر البلد ومساحته وبنيانه فرأيت أن أصور ذلك للعيون وأوضحه للقلوب وأذكر الطرق اليها لحاجة المسلمين الى ذلك وقصدهم في شراء الأسارى والرسالات والغزو والتجارات .
اعلم أن مسلمة بن عبد الملك لما غزا بلد الروم ودخل هذا المصر شرط على كلب الروم بناء دار بإزاء قصره في الميدان ينزلها الوجوه والأشراف إذا اسروا ليكونوا تحت كنفه وتعاهده فأجابه الى ذلك وبنى دار البلاط والبلاط خلف الميدان يصنع به الديباج المالكي .
فالقسطنطينية تكون في العظم مثل البصرة او اصغر بناؤها حجر وهي محصنة كسائر البلدان منيعة بحصن واحد لا غير والبحر من جانب على حافته الميدان ودار البلاط ودار الملك على صف والميدان بين الدارين أبوابها متقابلة في وسط الميدان دكة بدرج ولا يسكن دار البلاط من المسلمين إلا وجيه في إجراء وتعاهد وتنزه وسائر الاسارى من عامة المسلمين يستعبدون