.
فأما الأرض فإنها كالكرة موضوعة جوف الفلك كالمحة جوف البيضة والنسيم حول الأرض وهو جاذب لها من جميع جوانبها إلى الفلك وبنية الخلق على الأرض أن النسيم جاذب لما في أيديهم من الخفة والأرض جاذبة لما في أيديهم من الثقل لان الأرض بمنزلة الحجر الذي يجذب الحديد ومثلوا الفلك بخراط يدير شيئا مجوفا وسطه جوزة فإذا أدار ذلك الشيء وقفت الجوزة وسطه والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهذا طول الأرض وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج اكبر خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي يدور حوله سهيل إلى الشمال الذي يدور حوله بنات نعش .
فاستدارة الأرض موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجة خمسة وعشرون فرسخا فيكون ذلك تسعة آلاف فرسخ وبين خط الاستواء وكل واحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضا مثل ذلك لان العمارة في الأرض بعد خط الاستواء أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره البحر فالخلق على الربع الشمالي من الأرض والربع الجنوبي خراب والنصف الذي تحتنا لاساكن فيه والربعان الظاهران هما الأربعة عشر إقليما التي ذكرنا