$ 2 البناء والبناؤون .
وبنيانهم إذا الفت الحجارة حسن وإذا كانوا في عملها وحش وجلست يوما الى بعض البنائين اعني بشيراز واصحابه ينقشون بمعاول وحشة وإذا حجارتهم على ثخانة اللبن فاذا اعتدلت قدروها ثم خطوا خطا وقطعوه بالمعول فربما انكسرت البلاطة فاذا اعتدلت أقاموها على حدها فقلت لهم لو اتخذتم مسفنة وربعتم الاحجار واحكيت لهم بناء فلسطين وطارحتهم مسائل في البناء فقال لي الاستاذ انت مصري قلت لا بل فلسطيني قال سمعت أن عندكم تخرم الاحجار كما يخرم الخشب قلت اجل قال احجاركم لينة ولصناعكم لطافة .
ورأيت لهم أعمالا عجيبة وخفا وإتقانا لم أرها بسائر الاقاليم مثل راس السكر وجسر دخويذ وابي طالب عملت في هذا العصر يعجز عن مثلها كل بناء بالشام وأقور وأكثرهم جوامعهم بأساطين والبيت الداخل من الحمام لا يمكن فيه المكث من الحر